هل نفخ الله الروح القدس في أدم ؟ بحث مختصر

بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد .أمين

رغم حالة الجدل السائدة و الغير مفهومة حول أمر في الحقيقة غير مهم ولا يدخل

 في اطار انه امر خلاصي . فهل سيحرمني المسيح من ملكوته اذا أمنت بان الروح 

القدس كانت في أدم او لم تكون .

لكن حينما يتم أخذ الامر علي انه سخرية من الكنيسة و من عقيدتها و الاس

و لنرجع قليلا لنري كل ما في اليابسة كيف خلق ؟

20وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». 21فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 22وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإَِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ». 23وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً خَامِساً.24وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذَلِكَ. 25فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ (تك 1 : 20-25)
اذن نفس التعبير المستخدم مع أدم هو نفسه المستخدم مع الحيوانات و كل الكائنات الحية .
الفرق هو ان الله نفخ و لكن هل الله كان متجسد حتي ينفخ ؟

هو تعبير يوضح ان الانسان له روح خالدة .. فالروح القدس اشترك في الخلق و الابن و الاب 

اذ يقول الوحي المقدس في انجيل يوحنا
في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله كل شئ به كان و بغيره لم يكن شيئا مما كان.
اذن الكلمة كل شئ به كان . و هذا لا يتعارض مع عمل الروح القدس ..لان الثلاثة اقانيم اشتركوا في الخلق .
و لم ينفرد الروح القدس بالخلق بل هو واحد مع الاب و الابن.

فجميع الانفس حية …اما الانسان فله روح خالدة لا تفني . اخذ الخلود من نفخة الله .
لنذهب لمقارنة اخر
وهو حلول الروح القدس في الانسان و حينما يتحدث الكتاب عن حلول الروح القدس فهو يذكره بصراحه ووضوح

فمثلا حينما قال الملاك للعذراء
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الله (لو 1: 35)

و ايضا: عن السيد المسيح وقت عماده
ِوَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ (لو 3: 22)و في عيد العنصرة
و ظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم و امتلا الجميع من الروح القدس و ابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. (اع 2 :3-4)

ولكن للقديس كيرلس الكبير رأي في هذا النص اذ يقول ان التلاميذ اخذوا الروح القدس فعلا حينما قال لهم المسيح اقبلوا الروح القدس من غفرت خطاياه غفرت له و من امسكتموها عليه امسكت ولكن في يوم الخمسين اعطيت لهم المواهب و ظهر للأمم قوة الروح القدس يوم الخمسين

هذا ايضا يوضح منح الروح القدس بوضوح الكلمة و لا يتم الخلط بين النفس العاقلة و الروح القدس
اذن الروح القدس يحل بكلمة من الله و في العهد القديم كان له عمل محدد و لا يسكن الانسان
اما العهد الجديد فصيرنا مسكن للروح القدس و هذا هو المهم.

و لنري بعض من تفاسير الاباء
يقول مارافرام السرياني الاتي (10)
و أما قول الكتاب عن أدم ان الله خلق جسده من التراب و نفخ فيه نسمه حياة , فنسمة الحياة التي قال عنها هي النفس العاقلة , لان الله خلقها عند قوله لنخلق انسانا علي صورتنا كشبهنا ,ثم خلق جسده و نفخها فيه بروحه فصار الجسد حيا بنفس عاقلة .

و يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (11)
و لكي يعلمنا موسي ان محبة الله للبشر اختارت ان يكون لهذا المخلوق من الارض نفسا نفسا ناطقة قال (( و نفخ في أنفه نسمة حيوة فصار أدم نفسا حية)) أذ ان الله خول المجبول من الارض نفخة هي فعل روحاني ,و صار هذا قواما لجوهر نفسه .

و يقول القديس كيرلس الكبير (12)في تفسير النص المقدس من انجيل يوحنا (20: 22)
ولكن كان من الضروري بالنسبة لنا ان نري الابن يمنح لنا مع الأب الروح القدس لان الذين أمنوا به ( اي الابن) كان ضرورويا لهم أن يؤمنوا انه قوة الأب الذي خلق العالم كله و خلق انسان من العدم . لان الله الاب في البدء بكلمته اخذ من تراب الارض كما هو مكتوب و خلق الانسان كائنا حيا له نفس عاقله حسب أرادته و أناره بنصيب من روحه ” و نفخ في أنفه نسمه الحياة ” تك 2 :7 
و للأمانة العلمية لم يحدد القديس كيرلس في كتاباته هل هي نسمة حياة ام الروح القدس .

(13) ويقول الارشيذياكون حبيب جرجس 

نفخ تعبير مجازي يشير الي ان الله اودع في الانسان خاصية الحياة و هذا برهان علي ان حياة الانسان لم تصدر من المادة الميتة كما يدعي المادييون و انما نسمة الحياة من الله , كما انها برهان علي ان الانسان خلق انسانا و لم يتسلسل من حيوان ادني منه كما يدعي اصحاب نظريه التحول . و يجب ان نذكر ان هناك فرقا بين حياة الحيونات الغريزية و بين حياة الانسان . فنفس الحيوان تموت بموته ثم تتلاشي . و لكن الانسان اذ اعطاه الله خاصية الحياة الحيوانية اعطاه ايضا الروح الناطقة الخالدة التي خلقت علي صورته و مثاله 
و معلوم ان أدم خلق انسانا كاملا بالغ الرجولة في الجسم و العقل .

ومن تفاسير اباء و خدام كنيسه مارمرقس مصر الجديدة(14)

يوضح هنا كيفية خلق الانسان فهو من تراب أحمر لذلك سمي أدم اي احمر ليتذكر دائما اصله انه من التاراب فمع كونه رأس الخليقة كلها يكون متضعا أمام الله و مع كل البشر بل يتعلم ايضا من كل الخليقة و يتميز الانسان بنفخه الله التي فيه فجعلته علي صورته و مثاله فهذه التفخه اعطته ليس فقط ان يتحرك و يتنفس و يعمل اعمال الحيوانات بل يتميز عنها بالروح العاقلة التي لا توجد في اي مخلوق اخر

اذا تحدثنا بالمنطق الذي يحتمل الصواب و الخطأ
كيف حينما سقط ادم بقي فيه الروح القدس علي حد زعمهم ؟
اذن ان ادم حكم عليه بالموت و قال الله لا يدين (روحي) في الانسان …ولم يقول لا تدين نسمة الحياة في الانسان .
فالخلط جاء من عدم التفرقه بين عملية الخلق بالروح القدس ..لان الاقانيم الثلاثة اشتركوا فالخلق
فروح الله القدوس اعطي نسمه الحياة للانسان النفس العاقلة . و الا اذ اخذ الروح القدس و هي ذاتها نسمه الحياة كيف بقي حيا بعد السقوط ؟؟؟ الا اذا كان الروح القدس شئ و نسمه الحياة العاقلة شئ اخر .
ملحوظة : ان تذكر احد الاقانيم في عملية الخلق فانت تذكر ضمنيا باقي الاقانيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب المقدس
1- ترجمة فانديك و سميث
2- ترجمة اليسوعية – الكاثوليكية
3- أخبارسارة_العربية المشتركة
4- كينج جيمس
5- النص العبري
6- دائرة المعارف الكتابية _المجلد الثامن نسخة الكترونية
7- قاموس استرونج
8- مصطحات عبرية_ نسخة الكترونية
9- تفسير سفر أيوب – القمص تادرس يعقوب ملطي
10- تفسير سفكر التكوين – مارافرام السرياني
11- شرح سفر التكوين للقديس يوحنا ذهبي الفم- نسخة الكترونية
12- تفسير انجيل يوحنا للقديس كيرلس السكندري- المجلد الثاني –مركز الاباء
13- تفسير الكتاب المقدس – سفر التكوين – الارشيذياكون حبيب جرجس- نسخه الكترونية
14- تفسير سفر التكوين – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة