الاثنين، 9 يناير 2017

مار أفرام السرياني : عن تنبيه الرهبان

اسكيمنا ملائكي، لكن طريق عيشنا عالمي. هل الملائكة في السماء يعيشون في الخصام والغيرة كما نراها اليوم فيما بين الرهبان؟

 لقد تجذّر فيما بينهم الحسد والفساد والنميمة. في الواقع يزرع الشيطان، وبطرق مختلفة سمومه في كل واحد منّا، ويقضي بفنّ على كل واحد. الواحد يصوم، لكنه يغار ويتعاطى النميمة.

الآخر يضبط نفسه من الشهوة والثرثرة، لكنه واقع في التكبّر. آخر أيضاً يمارس السهرانية لكنه غارق في النميمة، آخر أيضاً ابتعد عن النميمة لكنه يعاني من التذمر وعدم الطاعة.

آخر يضبط نفسه من المآكل لكنه يتباهى ويتفاخر ويستعلي. آخر يصبر على الصلوات لكنه مغلوب عليه من الغضب.
كل واحد يمسكه الشر بطرق مختلفة، ولا يوجد من يعي ضعفه وشرّه.

 لذلك يحلّ الخصام والخلاف فيما بين الرهبان. من لا يرتعد لذلك؟ من لا يحزن على ذلك؟ كيف انحرفنا عن السلوك الرهباني القديم؟ لقد تركنا العالم، لكننا نفكر عالميّاً. تركنا القنية، لكننا لا نتخلى عن الخلافات.

تركنا بيوتنا، لكننا غارقون في الهموم. ليس لنا غنى لكننا لا نبتعد عن التفاخر. تركنا الزواج لكننا لم نتخلَّ عن الشهوة. نتواضع ظاهريّاً، لكن أنفسنا تسعى وراء الإكرام والمديح. ظاهريّاً نحن بلا قنية، لكن الطمع يسودنا. بالكلام نمتنع لكن بالذهن نتعلّق وبكلّ شيء.


0 التعليقات:

Blogger Template by Clairvo