الاثنين، 30 يناير 2017

اثناسيوس الرسولي : مفهوم الثالوث في حديثه ضد الاريوسيين

فالثالوث ليس مخلوقاً، بل هو أزلى، بل يوجد لاهوت واحد فى ثالوث، وهناك مجد واحد للثالوث القدوس. وأنتم تتجاسرون على تمزيقه إلى طبائع مختلفة. ومع أن الآب أزلى.

 فانكم، تقولون عن الكلمة الجالس معه أنه "كان هناك وقت ما لم يكن فيه موجوداً. ومع، الابن جالس مع الآب، إلا أنكم أنتم تريدون أن تبعدوه عنه. فالثالوث منشئ وخالق. وأنتم لا تتورعون أن تحطوا من قدره إلى مستوى المخلوقات التى وجدت من العدم. أنكم لا تخجلون أن تساووا بين الكائنات التى فى حالة العبودية،

 وبين رفعة الثالوث، وأن تضعوا الملك رب الصباؤوت فى مرتبة واحدة مع رعاياه، كفوا عن التفكير فى خلط الأشياء التى لا يمكن أن تتحد معاً. أو بالاحرى كفوا عن التفكير فى مزج الأشياء غير الموجودة مع ذلك الذى هو الكائن.

 ليس ممكناً أن تقولوا هذه الأقوال على زعم أنكم تقدموا مجداً وكرامة للرب، بل العكس، فأنتم تقدمون له عاراً وهواناً، لأن من لا يكرم الابن فأنه لا يكرم الآب أيضاً. فان كان التعليم اللاهوتى كاملاً الآن على أساس فهمه كثالوث، فهذه هى الديانة (العبادة) الحقيقية والوحيدة. وهذا هو الصلاح والحق. وهذا هو الواجب أن يكون هكذا دائماً.

 إلا إذا كان الصلاح والحق هى أشياء صارت فيما بعد. ويكون كمال اللاهوت يحدث من طريق الاضافة. فمن اللازم، أن يكون هذا التعليم هكذا منذ الأزل. لأنه أن لم يكن أزلياً (كثالوث). فليس من الواجب أن يكون هكذا الآن (ليس من الواجد أن يكون ثالوثاً الآن حسب افتراضهم). ولكن ما هو خلاف ذلك – كما تدعون أنتم أنه هكذا من البدء – فإنه حتى الآن لا يكون ثالوثاً.

ولا يستطيع أحد من المسيحيين أن يحتمل مثل هؤلاء الهراطقة لأنه يناسب الأمميين أن يتحدثوا عن ثالوث مخلوق، ويضعونه فى مساواة مع المخلوقات. إذ من خصائص المخلوقات أنها تقبل النقص والزيادة.


أما إيمان المسيحيين فإنه يعرف الثالوث المبارك على أنه غير قابل للتغير، وأنه كامل. وأنه هو هكذا أزلياً وعلى الدوام. فإيمانهم لم يضف شيئاً أكثر إلى الثالوث، ولم يعتبر أنه كان فى وقت ما. ناقصاً، لأن أياً من هذه الأمرين إنما هو ضلال. ولذلك فإن ايمانهم يعرف الثالوث بصورة نقية ولا يخلطونه مع المخلوقات. مقدماً السجود للثالوث غير المنقسم، وحافظاً له وحدته اللاهوتية وايمانهم على الدوام لأنه أزلى كالآب الذى هو كلمته الأزلى أيضاً.


0 التعليقات:

Blogger Template by Clairvo