2- لأنه أية
منفعة للمخلوقات لو أنها لم تعرف خالقها؟ أو كيف يمكن أن تكون (مخلوقات) عاقلة لو
لم تعرف كلمة (LÒgon) الآب،
الذى به خلقوا؟ لأنهم لن يتميزوا بالمرة عن المخلوقات غير
العاقلة (الحيوانات) لو أنهم انحصروا فقط فى معرفة الأمور الأرضية. ولماذا خلقهم
الله طالما أنه لم يكن يريد لهم أن يعرفوه؟
3- ولكى لا
يحدث هذا، ولأنه صالح فى ذاته، فقد جعل لهم نصيبًا فى صورته الذاتى (الذى هو) ربنا
يسوع المسيح، وخلقهم على صورته ومثاله حتى أنه بسبب تلك النعمة
فإنهم عندما
يرون تلك الصورة أى كلمة الآب، يمكنهم عن طريقه أن يصلوا إلى معرفة الآب،
وإذ يعرفون خالقهم فإنهم يحيون حياة حقيقية سعيدة مغبوطة.
4 -غير أن
البشر رغم كل هذا بسبب تمردهم، لم يكترثوا بتلك النعمة المعطاة لهم،
وهكذا رفضوا الله كلية وأصبحت نفوسهم مظلمة حتى
أنهم لم ينسوا فكرتهم عن الله فقط،
بل وأيضًا اخترعوا لأنفسهم اختراعات كثيرة
واحدًا تلو آخر. لأنهم لم يكتفوا بأن يصنعوا لأنفسهم أوثانًا بدلاً عن
عبادة الحق،
فاكرموا الكائنات المخلوقة من العدم دون الله الحى " وعبدوا المخلوق دون الخالق".
بل والأسوأ من الكل أنهم حوّلوا الكرامة التى تحق لله إلى الأخشاب والأحجار،
وإلى كل الأشياء المادية، وإلى البشر، بل ذهبوا إلى أبعد من هذا كله كما ذكرنا
سابقًا
0 التعليقات: