دخل الينا تعاليم مخالفة كثيرة من ضمن تلك التعاليم المخالفة للايمان الارثوذكسي الابائي المسلم مره للقديسين
فكره ان الله سامح ادم قبل الصلب و انه لم يكن هناك حكم او عقوبة او اي شئ من هذا القبيل بل جاء الصليب فقط ..فقط ليعالج فساد الطبيعه الانسانية ..لكن الله لم يعاقب و لن يعاقب احد و ليس هناك عقوبة ..بل هناك حب
و بادئ ذي بدء يجب ان نعرف ان الله كامل في عدله و كامل في رحمته ... ان يصدر الله امر او وصية و يتم مخالفتها فأنت تضع نفسك تحت الحكم بكامل أرادتك و في نفس الوقت الله كامل في رحمته فأتي و تجسد و صلب و مات و قبر و قام و صعد ليرفع عنا حكم الموت .
ننطلق من هنا لنفهم سويا ماذا جري و حدث لادم و نبحر في مفاهيم الذبائح الدمويه في العهد القديم و هي رمز للفادي الاعظم و نري الصليب و حديث المسيح و الرسل و التلاميذ عنه و كيف ان الصليب جاء للفداء و ليس فقط ليجدد الطبيعه بل جاء ليرفع عنا حكم الموت .
1- ماذا حدث لادم ــــــــــــــــــــــ
+ حينما اخطأ ادم طرد من الجنة فيقول القديس ثاوفيلس الأنطاكي: [أن الطرد وإن كان عقوبة لكنه حمل صلاحًا من جهة الله [ (1)
فنري هنا ان هناك عقوبة حدثت و هي الطرد فكيف يكون هناك مسامحه و قد تم طرد أدم من الجنه ؟؟!!
+ يقول القديس افرام السرياني قال: و كان سماعهم صوت مشيه وقت المساء , ليعلمه أن في أخر الزمان يكون هذا التجسد و اختفيا من وجه الرب . لان الخطيئة تقطع الدالة . (2)
و نري هنا ان الدالة قطعت فكيف يكون هناك مسامحه ؟؟ و قد انقطعت الداله !!!
+و يقول ايضا من اجل المعصيه قضي بالتعب علي جنس أدم . الرجال و النساء (3)
قضي يعني حكم ..اذن هناك حكم و قضاء و اعتقد ان مار افرام السرياني ليس له علاقه بانسلم .
+ يقول الارشيذياكون نجيب جرجس معلقا علي النص المقدس يوم تأكل منها موتا تموت يقول
و بمجرد أن أكل الأنسان من الشجره مات موتا روحيا بانفصاله عن الله ..... كما ان طبيعته اصبحت تحت حكم الموت الجسدي ايضا كما اصبح قابلا للتعب و الألم و الامراض . و قد جعله الله تحت هذا الحكم حينما قال له (لانك تراب و الي التراب تعود )
+ ويقول ايضا مفسرا كلمة (فخشيت) اي فزعت و خفت ..خاف من عقاب الله عن معصيته كما كان يحمل معني الخجل و الندم .
+ و ايضا يعلق مفسرا علي النص الذي يقول و الان لعله يمد يده و يأخذ من شجره الحياة
لان ادم قد تجرأ علي الاكل من شجرة المعرفة . فلم يكن مستبعدا أن يتجرأ من جديد و يأكل من شجره الحياة . و الانسان اذا ما سقط في المعصية لاول مرة سهل عليه ان يسقط مرات اخري .و اراد الله ان يمنع الانسان عن الاكل من شجره الحياة لانه تعالي لم يرد ان ينال الانسان الخلود بهذه الوسيله السهله بعد ان عصي . لانه كان لابد ان ينفذ حكم الموت الذي انذره به الله و الذي يطالب به العدل الالهي . و لان رحمه الله في نفس الوقت قد دبرت طريقة اخري عادلة بها ينال الانسان الحياة الابدية و هي موت ابن الله الكلمه نيابه عن البشر و الفداء العجيب الذي صنعه بموته .(4)
ومن تفسير كنيسة مارمرقس مصر الجديدة
ذبح الله حيوانا و اخذ جلده و صنع منه أقمصه اي ملابس ألبسها لادم و حواء علم الانسان طقس ذبح الحيوان و تقديمه لله . لان الانسان لم يكن قد بدأ في اكل اللحم او الحيوان و معني هذا ان الله علمه كيف يقدم الحيوان محرقة له بعد ان يري سفك دمه ليتعلم منه انه بدون سفك دم لا يرضي عنه الله ولا يستر خزيه ولا يغفر خطاياه . (5)
ومن تلك النقطه ننطلق الي سفر اللاويين لنري ماذا كان يحدث في الذبائح و الي ماذا تشير
2- الذبائح في سفر اللاويين ــــــــــــــــــــــــــ
ان للخطية نتيجتين
احزان قلب الله و إغضابه و نابت عن الانسان ذبيحه المحرقة
هلاك الانسان و نابت ذبيحتا الاثم و الخطية
اما نتيجه ذلك من سلام و صلح بين الانسان و الله فقد نابت عنه ذبيحه السلامه (6)
و ان تفاصيل الذبائح في العهد القديم كثيره جدا كلها تشير لعمل المسيح الكفاري و انه بدون سفك دم لا تحدث مغفره و هذا ما حدث في القديم منذ ايام ادم و حواء .
فاذا كان سامح الله ادم قبل الصلب فلماذا تلك الذبائح ؟؟؟ هل تلك الذبائح ستغير الطبيعه الفاسدة ..او هل تشير الي تغير الطبيعه الفاسدة ؟؟ ام انها تشير الي المغفره و ارضاء الله .
حتي ان أيوب كان يقدم ذبائح عنه و عن ابنائه يوميا نظرا لاهمية تلك الذبائح ليست في تغير الطبيعه الفاسده بل للمغفرة و نعلم ان يموت في العهد القديم علي رجاء مجئ المسيا و يصنع تلك الذبائح ليغفر خطيته و يعيش بالتقوي مثل يوسف الصديق و داوود النبي و غيرهم من الابرار . في مجئ المسيح بعد الصليب سيقمون معه
اما الخطاة الذين لم يهتموا بالذبائح فستبقي خطيتهم .
و من هنا ننتقل للصليب و تجسد المسيح
3_ الصليب فداء ــــــــــــــــــــــــــ
من العهد القديم و النبؤات كلها تشير الي ذبيحه و فداء و خلاص
و نري مثلا النص المقدس من سفر اشعياء يقول
أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. (اش 53: 10)
اذن كيف سامح الله ادم قبل الصليب و في نفس الوقت جعله نفسه ذبيحه اثم ؟؟ علي ماذا جعل المسيح نفسه ذبيحه أثم ؟ اليس بسبب الخطية و الحكم ؟؟ ام فقط بسبب فساد الطبيعة ؟؟
ثم يقول الوحي في سفر المزامير
الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. (مز 85 : 10)
و هنا الحديث عن الصليب ؟ فاي حق هنا التقي مع الرحمة ؟؟؟ اليس ان الله رحيم و عادل
رحيم فغفر بالصليب لادم و اوفي الدين و هنا التقيت الرحمة بالحق ؟؟؟ ام سامح الله ادم قبل الصليب ؟؟
و الحديث من العهد الجديد عن نصوص الصليب الكثيرة جدا التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الصليب كان للفداء و الكفارة مثال صغير جدا
الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ (اف 1 :7)
اذا الفداء كان بالدم و ليس بأي شئ اخر
و السؤال هنا هل لله مشيئتين مشيئة انه غافر و مسامح ادم لكنه يعجز عن الغفران الكامل اذ قد وجد ان الطبيعه فسدت !!!! و في نفس الوقت ينتظر الصليب حتي يتم معالجه فساد طبيعه ادم فقط
ام لله مشيئة واحده و هي فداء الانسان و تنفيذ الحكم
ان ادم عصي و كان لابد من فادي لكي ينفذ هذا الحكم الصادر بحق ادم .
ولان الرب رحيم فلم يفني ادم و لانه عادل كان لابد من تنفيذ الحكم و نتيجه للفداء تكون تجديد الطبيعة
و لنذهب الي بعض الاسئلة و الرد عليها تخص توبه ادم و هل لو تاب يغفر له و يسامحه الله بدون سفك دم .
إذا قدم آدم توبة نصوحة ألا يقبله الله ويرضى عنه؟ وإلاَّ فما لزوم التوبة للإنسان؟!
ج: لا تحل التوبة مشكلة السقوط للأسباب الآتية:
أ- عندما خرج آدم من الفردوس يجر أذيال الخيبة والعار، وأخذ يقرأ آثار خطيته على الأرض التي تنبت له شوكاً وحسكاً، وعلى جسده الذي بدأ يتعرض للتعب والعرق والضعف، وعلى الطبيعة الثائرة ضده، والحيوانات التي تود إفتراسه لكيما يكون وجبة شهية لها، وعندما رأى ابنه مقتولاً أمام عينيه بيد إبنه.. كم وخذه ضميره بشدة وسال الدمع من عينيه وهو يصرخ في أعماقه: هذه ثمرة خطيتي ومعصيتي.. كم كانت توبته وندمه؟! وكم كان حزنه ودموعه؟! ولكن هل استطاعت هذه التوبة أن تعيده إلى طبيعته الأولى وإلى فردوسه المفقود؟.. كلا.
ب- التوبة لا تلغي الحكم الصادر من فم الله، إنما تنقل هذا الحكم من الجاني إلى الفدية، فعندما تاب داود واعترف أمام ناثان النبي قائلاً " قد أخطأت إلى الرب " قال له ناثان " الرب أيضاً نقل عنك خطيتك فلا تموت " (2 صم 12: 13) لقد نقل الله عقاب خطية داود ووضعها على رأسه وهو على صليب الموت والحياة.. التوبة والندامة هي الخطوة الأولى للمصالحة مع الله، ولكن يظل قصاص الخطية حتى يحمله الفادي في جسده، ونحن في توبتنا نقدم اعترافاتنا لله أمام الأب الكاهن الذي يحمل خطايانا ويضعها على الذبيحة وقت تقديم الأسرار المقدسة.
ج- التوبة تفيد الإنسان في المستقبل حيث يمتنع عن ارتكاب الخطية وتكرارها، ولكن ما هو الحل في الخطية التي ارتكبها الإنسان؟ هل ترفع التوبة الحكم الإلهي الصادر بموت الخاطئ؟ كلاَّ.. وهل توفي التوبة مطلب العدل الإلهي؟ كلاَّ.. وهل تنزع التوبة الخطية وتمحو الإساءة التي وجهها الإنسان لله؟ كلاَّ.
ولنضرب مثلاً على هذا. هب أنك سكبت قليلاً من الحبر على ثوب أبيض نقي، ثم توقفت عن سكب المزيد، فهل يعود الثوب إلى ما كان عليه من النقاء؟ كلاَّ، لأن الحبر قد التصق بالثوب وتخلل أنسجته، ولا يمكن إزالته إلاَّ بمُزيل قوي لمحو آثاره، وهكذا لا يمكن محو الخطية إلاَّ بدم المسيح كقول الملاك " هؤلاء الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف" (رؤ 7: 14) ومثال آخر لو أن مندوب صرف اختلس مرتبات الموظفين، ووصل الأمر للقضاء فاحتج بظروفه المأسوية، وأعلن توبته وتعهد بعدم تكرار هذا الخطأ.. تُرى هل يحكم القضاء بتبرئة ساحته ويسامحه بما اختلسه؟ قطعاً لا.. إذاً دموع التوبة والاستجداء لا تُكفِر عن خطية هذا السارق، فجميع المحكوم عليهم بالإعدام يشعرون بالندم الشديد وبعضهم يُقدّم توبة نصوحة، ولكن لم تقدر هذه التوبة أن تنقذ واحداً منهم من تنفيذ الحكم.
د- وإن كانت التوبة لا تُصلِح ما مضى من أخطاء فانها أيضاً لا تُصلِح الطبيعة الفاسدة.. يقول القديس أثناسيوس " أي طريق كان ممكناً أن يسلكه الله؟ أيطلب من البشر التوبة عن تعدياتهم؟ وهذا قد يُرى لائقاً بالله – لعلهم كما ورثوا الفساد بسبب التعدي ينالون عدم الفساد بسبب التوبة.
ولكن التوبة أولاً: لا تستطيع أن توفي مطلب الله العادل، لأنه إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت يكون الله غير صادق. ثانياً: تعجز عن أن تغير طبيعة الإنسان، لأن كل ما تفعله هو انها تقف حائلاً بينه وبين ارتكاب الخطية.ولو كان الأمر مجرد خطأ بسيط ارتكبه الإنسان ولم يتبعه الفساد، فقد تكون التوبة كافية. أما وقد علمنا أن الإنسان بمجرد التعدي إنحرف في تيار الفساد، الذي كان طبيعة له، وحُرِم من تلك النعمة التي سبق أن أُعطيت له وهي مماثلتة لصورة الله.. من الذي كان يستطيع أن يعيد إليه تلك النعمة، ويرده إلى حالته الأولى، إلاَّ كلمة الله الذي خلق كل شئ من العدم منذ البدء " (تجسد الكلمة 7: 2 – 4).
ونختتم إجابة هذا السؤال بسؤال جانبي: ألم يصفح الله عن أهل نينوى عند توبتهم ورد غضبه عنهم (يون 3: 10)؟
ونحن نقول أن الصفح عن أهل نينوى كان متمثلاً في رفع الكارثة التي كانت ستحل بهم، فكما يسمع الله للخاطئين الصارخين إليه الذين يلتمسون نجاة الجسد هكذا سمع الله لأهل نينوى ولم يقلب مدينتهم، ولكن خطيتهم التي فعلوها لم تغفرها توبتهم القوية، ولم يكن لهم غير طريق واحد للخلاص من خطيتهم وهو الإيمان بإله إسرائيل، وتقديم ذبائح عن خطاياهم فتغفر لهم خطيتهم في دم الصليب.. فهل فعلوا هكذا؟.. ربما. (7)
و بعد ان تأكدنا ان مستحيل يسامح الله ادم بدون سفك دم نري القديس بولس الرسول يقول
“لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه”.
لقديس مار أفرام السريانى يقول [السبح للغنى الذى دفع عنا ما لم يقترضه وكتب على نفسه صكاً وصار مديناً] (الترنيمة الثانية عن الميلاد).
القديس أمبروسيوس يقول [ بالجسد علّق على الصليب ولأجل هذا صار لعنة. ذاك الذى حمل لعنتنا] (شرح الإيمان المسيحى – الكتاب الثانى- الفصل 11).
والقديس أثناسيوس يقول [ ولأن كلمة الله هو فوق الكل فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع. ] (تجسد الكلمة فصل 9 الفقرة 2).
(8)
و نختم هذا البحث الصغير جدا و الذي لا يفي حق تلك القضيه بل هو مختصر الي اقصي حد
بكلام مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث عن هذا الامر اذ يقول لمن لا يؤمنون ان الله يعاقب احد
+(عجيب هذا الأمر!! ألم يعاقب الله داود على وقوعه فى الزنا والقتل (٢صم ١٢: ٢٧)؟
ألم يعاقب الله موسى بعدم دخول أرض الموعد (تث ٣)
ألم يعاقب شاول الملك، فقيل عنه "وفارق روح الرب شاول، وبغته روح ردئ من قبل الرب" (١صم ١٦ ٣٢)؟
ألم يعاقب قورح
ألم يعاقب الرب بنى إسرائيل على ضلالهم، ودفعهم إلى سبى بابل؟(9)
المراجع
ـــــــــــــ
(1) تفسير سفر التكوين _القمص تادرس يعقوب ملطي
(2) تفسير سفر التكوين _القديس مارافرام السرياني
(3) المصدر السابق
(4) تفسير سفر التكوين _الارشيذياكون نجيب جرجس
(5) تفسير سفر التكوين _كنيسة مارمرقس مصر الجديدة
(6) الذبائح في العهد القديم _ القس مكسيموس صموئيل
(7) حتيمة التجسد الالهي _ الاستاذ حلمي القمص
(8) عقيدة الكفارة والفداء وإعلان محبة الله وعدله على الصليب_الانبا بيشوي
(9) بدع حديثة _البابا شنودة الثالث
0 التعليقات: