القديس كيرلس الكبير : نظرتنا للمسيح المولود من العذراء

لذلك فحينما تري الطفل ملفوفا بالاقماط لا تركز فكرك علي ميلاده في الجسد فقط . بل

 ارتفع الي تأمل مجده الالهي , أرفع عقلك عاليا , اصعد الي السماء . و هكذا سوف 

تنظره في اعلي تمجيد . و هو صاحب المجد الفائق سوف تراه " جالسا علي عرش 

عال مرتفع " (أش 6 :1 ) سوف تسمعالسيرافيم يمجدونه بتسابيح ويقولون أن 

السماء و الارض مملوءتان من مجده , نعم بل جمهور من الجنود السماويين يخبرون 

بمجد المسيح . فهذا ما سبق أن أخبر به موسي منذ القديم " أفرحي معه ايتها 

السماوات , و ليسجد له كل ابناء الله " ( تث 32: 43 سبعينية) لان انبياء قديسين

 كثيرين قد ولدوا علي مر الازمنة . و لكن لم يمجد اي واحد منهم بأصوات الملائكة

. لآنهم كانوا بشر , و كانوا علي نفس القياس مثلنا . و كانوا خدام  الله الحقيقيين و 

حاملي كلمته , أما المسيح فلم يكن هكذا : لانه اله ورب , و هو مرسل الانبياء

 القديسين . و كما يقول المرنم : " من في السماء يعادل الرب . من يشبه الرب بين

 ابناء الله " ( مز 89 :1 ) ,

 لان لقب البنوة قد مُنح لنا كنعمة حلت علينا نحن الذين نحت النير . و نحن بطيعتنا 

عبيد , أما المسيح فهو الابن الحقيقي .,  أي انه ابن الله الاب بالطبيعة , حتي حينما 

صار جسدا : لآنه استمر علي ما كان عليه منذ الازل . رغم انه اتخذ ما لم يكن له